يختلف لون المهبل من امرأة لأخرى، ويعدّ ذلك أمرًا طبيعيًا في أغلب الأحيان، بينما قد يعتبر تغير لون المنطِقة الحساسة مؤشرًا على حالات صحية موجودة.
نستكشف في هذا المقال لون المهبل الطبيعي ودلالات اختلاف لونه، والأسباب المؤدية لتغيُّر لون العضو التناسلي، بالإضافة لكيفية الاعتناء بالمنطقة الحسّاسة للمرأة.
التنوع الطبيعي للون المهبل
يتباين لون المَهبل بين النساء؛ حيث يأخذ الشفرَين الخارجيَين للمهبل عدة ألوان؛ من الوردي إلى البني إلى الأرجواني وحتى الأسود.
يمثل هذا التفاوت في لون المهبل حالة طبيعية تعود إلى العِرق ولون البشرة والتركيبة الجينية لكل امرأة، ولا يوجد للمهبل لون معياري أو صحيح يجب أن يظهر عند جميع النساء.
أسباب تغير لون المهبل
من الممكن أن يطرأ تحول مفاجئ في لون المهبل؛ الأمر الذي قد يثير الرِيبة والقلق لدى المرأة. لنتعرف معًا على أبرز العوامل التي بفعلها يتغير لونُ المهبل:
1. عدم توازن الهرمونات: تؤدي التبدلات في مستوى الهرمونات؛ كالإستروجين والبروجسترون، إلى تغيرات في لون الجلد في منطقة المهبل. تشيع هذه التغيرات أثناء مراحل معينة كالحمل والدورة الشهرية وانقطاع الطمث. تكون هذه الفترات مصحوبة بتدفقات عالية للدمّ نحو الأنسجة المهبلية؛ مما يعمل على تغير لون الجلد، وغالبًا يصبح لونه أغمق.
2. ارتفاع الدورة الدموية: قد يتأثر لون المهبل بمعدل تدفق الدم إلى منطقة الحوض. بالتالي، قد يحدث أن يتغير لون العضو الأنثوي ويصبح داكنًا خلال الجماع إثر تجمع الدم في أنسجة المهبل. تؤدي الإثارة الجنسية والنشاط البدني المرافق للعملية الجنسية، إلى تنشيطِ الدورة الدموية في الجسم وصولًا إلى العضو التناسلي. وعلى النقيض من ذلك، فقد تصبح المنطقة الحساسة فاتحة اللون إذا قلَّ تدفق الدم إليها.
3. الالتهابات: من شأن الالتهاب في منطقة المهبل زيادة تصنيع الجلد لمادة الميلانين “صباغ الجلد”؛ مما يسفر عن فرط التصبغ، وهي حالة قد تنشأ عن مشكلات صحية أخرى من قبيل عدوى الخميرة المهبلية أو التهاب الجلد التماسي أو التهاب المهبل الجرثومي. يقود هذا التهيج في الجلد إلى إسمرار أو إحمرار سطح المهبل ويترتب عليه بعض الأعراض كالحكّة أو اللسع.
4. الاحتكاك والضغط: إنَّ تعريض المَهبل للاحتكاك والضغط الزائد، كفيلٌ بتغيير لون الجلد في المنطقة التناسلية وتحويله للون الأسمر. ولذلك، ينبغي الانتباه للعوامل المسببة لهذا التغيير مثل ارتداء الملابس الضيقة، أو ممارسة الجنس المكثفة والشديدة، أو الاستعمال المتكرر لشفرات الحِلاقة.
5. أمراض جلدية: لا ننسَ أن هناك اضطرابات جلدية قد تساهم بتغير لون المهبل. ومن هذه الاضطرابات على سبيل المثال؛ الإكزيما والبهاق والحزاز المتصلب والصدفية، وهنا تجب معالجة المسبب الرئيسي للتخلص من الأعراض الناجمة.
متى تجب استشارة الطبيب؟
في معظم الحالات لا يشكل تغير لون المهبل أمرًا خطيرًا وقد يزول تلقائيًا مع الوقت؛ لكن هذا لا يعني تجاهلكِ طلب المشورة الطبية إذا شعرت بالقلق أو عانيتِ من آثار مزعجة أو لم تتقبلي اللون الجديد للمهبل.
في حال لم يتلاشَ التغير في لون المهبل، قد يصف لك الطبيب بعض الأدوية المناسبة بصورة مراهم وكريمات موضعية تتضمن مكونات مثل الهيدروكينون أو الريتينويد أو الأربوتين أو حمض الكوجيك ومهمتها تفتيح البشرة. تعمل هذه المنتجات على تثبيط إنتاج الميلانين وتعزيز تجدد الخلايا. مع ذلك، ثمة خيارات علاجية أخرى مثل الليزر والتقشير الكيميائي التي تصب في تفتيح طبقة الجِّلد المستهدفة.
بالتوازي مع ذلك، يمكن أن تساعدكِ بعض الوصفات الطبيعيّة في التعامل مع تغير لون المهبل، ومن أمثلتها:
• عصير الليمون: يحتوي الليمون على عناصر ذات خواص مبيضة للجلد مثل فيتامين سي. قومي بإضافة عُصارة الليمون إلى كوب وتخفيفه بالماء، باعتبار أن طبيعة الليمون الحمضية قد تسبِّب تهيجًا في البشرة الحساسة. وبعد ذلك، ضعي خليط الليمون على المنطقة المصابة عبر منديل أو قطعة من القطن. أبقِه على المنطقة لمدة 10-15 دقيقة قبل أن تقومي بشطفها.
• زيت جوز الهند: يساهم بترطيب البشرة بفضل تركيبته الغنية. خذي كمية من زيت جوز الهند بين أصابعك ثم قومي بتدليك المكان المستهدف بشكل دائري. اتركي الزيت لمدة 15-20 دقيقة لتمكين الجلد من امتصاصه. كرري هذه الطريقة يوميًا لتحصلي على أفضل نتيجة.
• الألوفيرا: يتألف نبات الألوفيرا من مركبات مرطبة وملطّفة قد تساعد في تهدئة الجلد وتقليل الالتهابات. في الحقيقة، هناك نقص في الدراسات العلمية التي تؤكد أن الألوفيرا يعالج تغير لون الجلد في المنطقة الحساسة. في المجمل، يُستعمل جل الألوفيرا بوضعه على سطح الجلد لخفض التهيج دون إدخاله لعمق المهبل.
كيفية العناية الذاتية بالمهبل
من الضروري أن تحافظي على نظافة جسمك بما فيه المنطقة الحساسة؛ منعًا للإصابة بأي عدوى بكتيرية أو فطرية من شأنها تغيير لون المهبل. بالتالي، يتعين عليكِ المداومة على غسل المنطقة ثم تجفيفها تفاديًا لتكاثر تلك البكتيريا والفطريات الضارة.
من ناحية أخرى، حاولي تجنب ارتداء الملابس الداخلية الضيقة أو المشدودة، واستبدليها بمقاسات أكبر وأوسع بما يسمح بتنفس المنطقة الحساسة. تؤدي الألبسة الضيّقة إلى تهيج الجلد وعدم تهوية العضو التناسلي وتشكيل العرق، وهي من العوامل المساهمة في تبدُّل لون المنطقة واتخاذه درجة غامقة، كما يجب تشحيم المهبل باستخدام الزيوت الطبيعية قبل الشروع بممارسة الجنس للتخفيف من حِدّة الاحتكاك الناتج عن عملية الإيلاج.
ملخص
ختامًا، من المهم أن تدرك كل امرأة أنها مختلفة عن غيرها في المظهر والتركيبة الوراثية؛ مما ينعكس على شكل وحجم ولون المهبل على حد سواء. لذا، عليكِ سيدتي ألا تتقبلي ذاتكِ وحسب؛ بل أن تفخري بنفسك وبكونكِ متفردة بجسدكِ عن الأخريات. ومع أهمية القبول والاعتزاز بالذات، ينبغي أيضًا أن نكون واعيات لأية تغيرات على لون المَهبل تكون مرتبطة بمشاكل صحّية، ثم إخضاعها للعلاج الملائم والفوري.
○ عمِّم/ي الفائدة:
المراجع:
(1) Understanding The Causes Of Discoloration On The Vag: A Comprehensive Guide, MedShun website
https://medshun.com/article/what-causes-discoloration-on-vag?fbclid=IwY2xjawFybBxleHRuA2FlbQIxMAABHU81kXB-DOU7T-WtY2LElj0ZYZXf3AbEcUhI-G2289WnLXYkDtu_6KIaHA_aem_uTwS_RANQ3iTB7GxhRgHEA
(2) What Is a Vaginal Self-Exam?, WebMD website
https://www.webmd.com/women/what-is-a-vaginal-self-exam?fbclid=IwY2xjawFybGVleHRuA2FlbQIxMAABHbQ_glIpLBGY_GMF53T9TaAfaWMY2eW1viINk_rwNfftvDVRV0xyscGLEA_aem_KyIsMdcUaQhyVcWWeZ87zg
(3) What’s Normal in a Healthy Vagina?, PelviCare website
https://pelvicare.uk/blog/whats-normal-in-a-healthy-vagina?fbclid=IwY2xjawFybKlleHRuA2FlbQIxMAABHeeA0kzgSZ_vb8zxPCcaKmXSwy1B6no6ssP_-QGsw6oGKuy-oKCbnLZ9JA_aem_z0QaLWhtvdv8A9-FhezYwg