لا تكبح دموعك حين تحزن فهذه فوائدها

رجل يعاين فوائد البكاء

البكاء هو عملية إفراز الدموع من الجهاز الدمعي وإسالتها من العين. يمثل البكاء استجابة طبيعية لمجموعة مختلفة من الأحاسيس؛ مثل الحزن أو السعادة أو الخوف أو الفرح أو الألم؛ إلا أن الدافع النفسي للبكاء يتزايد مع المشاعر السلبية كالاستياء والخوف والألم. تعرف الدموع المصاحبة للمشاعر السلبية بالدموع العاطفيّة، فما فائدة الدموع العاطفية، وما فوائد البكاء في هذه الحالة؟

فوائد البكاء

وتتلخص فوائده على النحو التالي:

1. تفريغ المشاعر الصعبة

يمثل البكاء في الحقيقة آلية دفاعية طبيعية للتخلص من التوتر والآلام النفسية العاطفية والخروج من التكيف القمعي (كبت المشاعر السلبية). أقرنت الأبحاث بين التكيف القمعي وضعف الجهاز المناعي وأمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم وحالات الصحة العقلية.

2. تحصيل الدعم

البكاء هو نداء الجسم السريع لاستعطاف الآخرين وطلب غوثهم ومؤازرتهم. من فوائد البكاء أنه يزيد من سلوك التعلق ويحفز التواصل الاجتماعي والتضامن والدعم من العائلة والأقارب والأصدقاء.

3. الشعور بالسعادة

أجل، فما بعد الضيق إلا الفرج. هذا ليس كلامنا، هذا ما يخبرك به جسدك عبر إفرازه للدموع التي تطلق معها هرمون الأوكسيتوسين والمواد الأفيونية الداخلية المعروفة بالإندورفين، والمسؤولة عن تحقيق الشعور بالسعادة.

4. تخفيف الآلام الجسدية

بالإضافة لكون البكاء علامة تشير بها لحاجتك للمساعدة، فعند تعرضك لإصابة أو طارئ جسدي، فإنّ بكائك قد يخفف عليك محنتك ويساعدك على التعافي من خلال الزيادة في إفراز هرمون الكورتيزول التي تترافق مع البكاء.

5. الحفاظ على صحة العينين

من جهة أخرى، يحمل البكاء فوائد للعين تتمثل بقدرة الدموع على ترطيب عينيك وتنظيفهما من الأوساخ وحمايتهما من خطر العدوى، بالإضافة لقدرتها على خفض ضغط العين الذي يؤدي لمرض الجلوكوما. ومع ذلك، قد يحدث أحيانًا أن تفرز عينك الدموع بشكل لاإرادي عند دخول جسم غريب إليها.

الرجال والبكاء

ربما لم نكن لنكتب هذا المقال لو كان الرجال يبكون، فالنساء عادةً ما يبكين عند تعرضهن لمواقف أليمة. لكنّ معظم الرجال يواجهون صعوبة في إطلاق دموعهم، ليس لسبب عضوي أو وظيفي أو نفسي هذه المرة؛ وإنما لسبب اجتماعي. ينشأ الذكر في مجتمعه على مقولة “الرجال لا يبكون”، فيبدأ بتطبيق هذه المقولة بكبتِ مشاعره وأحاسيسه حتى يكبُر وهو متخم بالمشاعر السلبية التي لا يجرؤ على تفريغها. بل لا يعرف طريق تفريغها لأنه لم يجرب البكاء منذ زمن طويل عندما لُقّن عبارة “الرجال لا يبكون”.

وبالتالي يقوده ذلك إلى الشعور الدائم بالتوتر والقلق والاكتئاب، ثم محاولة علاج نفسه بالتدخين وتعاطي الكحول والمخدرات. ونتيجة لذلك، قد يكون من المفسَّر تصدُّر الرجال لإحصائات التدخين وتعاطي الكحول والمخدرات حول العالم. في النهاية يمكن القول إنَّ الفوائد الصحية الآتية من البكاء، هي أكبر من “الفوائد” الاجتماعية الآتية من عدمه.

عمِّم/ي الفائدة:


المراجع:

– Is crying a self-soothing behavior?, National Library of Medicine
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4035568/

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top