الإمساك حالة تصيب الجهاز الهضمي يواجه فيها الشخص صعوبة في تصريف البراز أو إخراجه على غير المعتاد. تسبِّب هذه الحالة شعورًا بالضيق والأوجاع والانتفاخات في منطقة البطن.
من الممكن أن يشكّل الإمساك بعضَ المضاعفات التي تتضمن البواسير، وانحشار البراز داخل المستقيم، وسلس البول. غير أن الإمساكَ قد يقود إلى مخاطر أخرى تؤثر على مختلف أعضاء الجسم وعملياته، وهي كما يلي:
نقص الفيتامينات والمعادن
الإمساك قد يؤدي لسوء الامتصاص ويمنع الجسم من استخلاص بعض العناصر الغذائية الضرورية لصحة الإنسان. في هذه الحالة ينتُج بطءٌ في حركات التمعج داخل الأمعاء، وهذا يسفر عن إعاقة مرور المواد الغذائية والفضلات مما يحول دون امتصاص المغذيات كما يلزم. بالتالي فإنَّ ضعف الامتصاص الناجم عن الإمساك قد يحرم أجهزة الجسم المختلفة من العناصر الغذائية الأساسية لعملها دون مشاكل.
التدهور المعرفي
توصلت البحوث إلى أن حركة الأمعاء الأقل تواترًا تتصل بضعف في الوظائف الإدراكية. بيّنت أيضًا أن الأفراد الذين يتبرزون مرة واحدة على الأقل يوميًا، كان لديهم إدراك أفضل بكثير من أولئك الذين يقومون بالتبرز مرة واحدة كل 3 أيام أو أكثر. تشير نفس البحوث إلى أن قلة حركة الأمعاء وسوء الوظائف الإدراكية، يمكن أن يتسبب في استنزاف البكتيريا النافعة في القولون.
وفي نفس السياق، أظهرت الدراسات وجودَ ارتباطٍ بين الإمساك وارتفاع خطر الإصابة بداء الزهايمر. هناك علاقة بين وجود مستويات منخفضة من بكتيريا الأمعاء الواقية للأعصاب مثل بكتيريا بوتيريسيكوكس وبكتيريا رومينوكوكس، وبين الزيادة في مستويات العلامات الحيوية لمرض الزهايمر.
مشاكل جلدية
في حالة عجز الجسم عن إخراج الطعام بواسطة الجهاز الهضمي، فإن الجسم يميل للتخلص من السموم عبر أعضاء أخرى كالجلد؛ الأمر الذي قد يعمل على نشوء مشكلات جلدية مثل البقع، والطفح الجلدي، والهالات السوداء، وحب الشباب، والانتفاخات أسفل العين.
من ناحية أخرى، يؤكد أحد الأبحاث أن الإمساك قد يشترك في الإصابة بمرض الإكزيما، وهو اضطراب جلدي التهابي مزمن يصيب كل من الأطفال والبالغين. قد يؤدي تغيير الإمساك لتركيبة البكتيريا النافعة وتوازنها، إلى زيادة فرصة الإصابة بالتهاب الجلد التأتبي (الإكزيما).
الإصابة باضطراب طيف التوحد
وهو اضطراب عصبي يؤثر على نمو الطفل. تتجلى علاماته على المصاب بوجود سلوكيات متكررة، واهتمامات محدودة، وعجز بالتواصل المتبادل والتفاعل الاجتماعي. تشير الأبحاث لأن التعرض للإمساكِ ضمن مرحلة الطفولة المبكرة من شأنه أن يزيد من احتمال الإصابة باضطراب طيف التوحد. كما تُظهر الأدلة أن عدم التوازن في ميكروبات الأمعاء له دور في مرض التوحد بفضل المحور الدماغي المعوي.
الإصابة بالربو
من جهة أخرى، يمكن للإمساك أن يضاعف من خطر الإصابة بالربو عبر التغيير في البكتيريا المعوية. توضح الدراسات أن اختلال التوازن البكتيري في الأمعاء قد يساهم في أن يصاب الإنسان بالربو من خلال محور الأمعاء والرئة.
كيف أعرف إذا كان لديّ إمساك؟
قد يكون ما تعاني منه حالةً من الإمساك إذا بدت عليك أي من الأعراض الآتية:
- لا تتعدَ عدد مرات تبرُّزك في الأسبوع الواحد 3 مرات.
- البراز جاف وصلب ومتكتل وغير متاجنس.
- شد أو ألم أثناء محاولة إخراج الغائط.
- الشعور بعدم خلو الأمعاء تمامًا.
- الإحساس بأن المستقيم مسدود.
ما هي مسببات الإمساك؟
ينشأ الإمساكُ عن مجموعة من العوامل، ومن أبرزها:
- عدم تناول كميات كافية من الألياف الغذائية.
- الافتقار لشرب الكميات اللازمة من الماء والسوائل الأخرى.
- قلة الحركة وعدم ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام.
- كبح الرغبة بالذهاب إلى الحمام وقت الحاجة.
- المعاناة من التوتر أو الاكتئاب أو القلق.
- أعراض جانبية لبعض الأدوية.
تتعدد مسببات الإمساك؛ منها ما يكون نتيجة للإصابة ببعض الأمراض والاضطرابات الأخرى. لذا ابقَ على تواصل مع طبيبك لمتابعة حالتك بدقة وشمولية.
كيف يمكن الوقاية من الإمساك ومخاطره؟
تتلخص طرق الوقاية من الإمساكِ بتفادي مسبباته. يتم ذلك عن طريق السير على نظام حياتي يجمع بين الغذاء الصحي والنشاط البدني وإدارة الضغط النفسي، ويتمثل بالآتي:
1. الغذاء الصحي: يجعل الإمساك البراز صلبًا وقاسيًا. من المهم تناول العناصر التي تحد من صلابة البراز وتجعله أكثر ليونة وسلاسة عند العبور من خلال الأمعاء. أهم هذه العناصر هي الألياف الغذائية، ومن مصادرها الفواكه والخضروات والحبوب، كما تجب الاستزادة من شرب الماء والسوائل النافعة لجعل البراز رخوًا وهشًّا وسهل المرور.
2. النشاط البدني: ابدأ بتكثيف حركتك ونشاطك البدني منذ الآن. الرياضة تسهِم بتخفيف التوتر الذي يعدّ من أسباب الإمْساك. ومع ذلك، فإن قوة العضلات تساعد على زيادة حركة الأمعاء وخاصة عضلات البطن والحجاب الحاجز. من أمثلة التمارين التي تصبّ في مقاومة الإمساك؛ تمارين المشي والركض والسباحة وتمارين كيجل.
3. إدارة الضغط النفسي: تعمل الضغوطات النفسية على إحداث تشنجات في العضلات المحيطة بالأمعاء؛ مما يقود لتغيُّر في عادات التغوط. بالتالي، يتوجب عليك تفادي عوامل الضغط النفسي وتدريب نفسك على التحكم بالتوتر. وفي إطار ذلك، قم بممارسة تمرينات التأمل “اليوغا”، وأحط عقلك بالأفكار الإيجابية. ولا تنسَ تأدية أنشطتك الرياضية.
ما علاج الإمساك؟
يبدأ العلاج بالخضوع للفحوصات الخاصة بالإمساكِ وتشمل الفحص السريري، وتحليل الدم، والتصوير بالأشعة. وفي حال ثبوت معاناتك من الإمساك، سيطلب منك الطبيب تبديل نمط حياتك على مستوى النظام الغذائي والنشاط الجسدي مع اتباع عادات التغوط الصحية؛ مثل عدم مقاومة أي رغبة بالتبرز والتردد المتواصل على الحمّام.
وبالإضافة إلى ذلك، قد يصف لك طبيبك بعض الأدوية المليِّنة التي تسهِّل من حركة البراز عبر الأمعاء، كما قد يقوم الطبيب بالتوصية بالعلاج بالارتجاع البيولوجي لإعادة تمرين عضلاتك وتغيير طريقة عملها. وفي بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى، قد يوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية لمعالجة الإمساك.
○ عمِّم الفائدة:
المراجع:
(1) Constipation, NHS website
https://www.nhs.uk/conditions/constipation/
(2) Constipation Associated with Cognitive Aging and Decline, Alzheimer’s Association
https://aaic.alz.org/releases_2023/constipation-gut-health-alzheimers-dementia-risk.asp#:~:text=Chronic%20constipation%20%E2%80%94%20one%20bowel%20movement,impact%20on%20the%20aging%20brain
(3) Can constipation weaken your immune system?, The Probiotic Professionals website
https://www.optibacprobiotics.com/professionals/latest-research/gut-health/constipation-immune-system#:~:text=Firstly%2C%20constipation%20slows%20down%20the,can%20include%20inflammation%20and%20bloating
(4) Influence of constipation on atopic dermatitis: A nationwide population-based cohort study in Taiwan, National Library of Medicine website
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/32852877/
(5) The influence of constipation on asthma: A real-world, population-based cohort study, National Library of Medicine website
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/34132008/