ضمن موسم العيد، تتألق الحلويات بألوانها الزاهية وأشكالها الجذابة ونكهاتها الشهية؛ ولكن وسط كل هذا الجمال واللذة يكمن جانبٌ مرّ، يتلخص بمستويات السكر العالية المُثيرة للقلق والتي تحتويها تلك الحلويات.
ومما لا شك فيه أن الحلويات تثري أجواء العيد وتمنحها الزخم اللازم؛ إلا أن تناولها دون وعيٍ بمضمونها وتأثيرها على الصحة قد يجرّ المرء إلى فخ المعاناة من المرض.
أضرار حلويات العيد
تتعدد أنواع وأشكال الحلويات في العيد، وتتعدد معها الأضرار والمخاطر التي قد تنجُم عن تناولها غير المحسوب. ومن هذه المخاطر ما يلي:
1. تصاعُد مستوى السكر في الدم: تتكون الحلويات المقدَّمة في العيد من سكريات مضافة، ما قد يؤدي لارتفاع مفاجئ في معدل السكر بالدم؛ خاصة بالنسبة لأولئك الذين يعانون بالفعل من مرض السكري.
2. السمنة: تدخل الزيوت والدهون في تصنيع حلويات العيد، وهي عناصر فاعلة في زيادة الوزن بالتعاون مع السكريات. وفي الوقت نفسه، تقود السُّمنة نحو الإصابة بداء السكري.
3. تزايد خطر أمراض القلب: بسبب محتواها العالي من الدهون والزيوت، فإنَّ حلويات العيد تشكل عامل خطر يهدد صحة القلب والأوعية الدموية. تعمل هذه العناصر على ازدياد نسبة الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم.
4. تآكل الأسنان: من ناحية أخرى، فإن نِسب السكر المرتفعة الموجودة في الحلويات كفيلة بتدمير بُنية الأسنان وتآكلها وتعريضها لخطر التسوس. عند تناول السكريات بصورة مفرطة فإنه يحدث تفاعل بين السّكر وبكتيريا الفم. ونتيجة لهذا التفاعل، تتشكل أحماضٌ تؤدي لإزالة المعادن من مينا الأسنان؛ الأمر الذي يسفر عن تسوّسها.
5. فقدان الشهية: من الممكن أن يتسبب تناول كميات من الحلويات الغنية بالسكر، في انعدام شهيتك لتناول الوجبات اليومية الأساسية؛ مما يحرم يومك من فرصة الاستفادة من العناصر الغذائية الأخرى كالبروتينات والمعادن والفيتامينات.
نصائح للحد من أضرار حلويات العيد
تاليًا مجموعة من الإرشادات يمكنها أن تحقق لك توازنًا بين اللذة والمنفعة:
- استهلِك حصصًا معتدلة من الحلويات ومتباعدة زمنيًا.
- لا ترغم نفسك على قبول المزيد من الحلوى وقابلها بالرفض أحيانًا كثيرة.
- مارِس النشاطات البدنية بانتظام خلال فترات العيد لحرق السعرات الحرارية الزائدة.
- اختر الأصناف الأقل ضررًا. على سبيل المثال، تناول الحلويات المصنوعة منزليًا بدل تلك المصنّعة تجاريًا.
- واظب على تنظيف أسنانك بشكل جيد بعد تناول حلويات العيد أو غيرها من الأطعمة.
ماذا بشأن القهوة؟
تُقدَّم القهوة جنبًا إلى جنب مع الحلويات في العيد، ولا يقل أحدهما في ضرره عن الآخر حينما يتعلق الأمر بالإفراط في تناوله. بالتالي، ينبغي عليك شرب القهوة بحدود معقولة وعدم الإكثار منها؛ حيث تشتمل القهوة على مادة الكافيين التي في حال تجاوزك جُرعتها اليومية فإنك معرّض لمضار عديدة، وتشمل:
- الصداع
- الأرق
- التوتر والقلق
- العصبية والاستثارة
- زيادة معدل ضربات القلب
تجدر الإشارة إلى أن احتياجك اليومي من مادة الكافيين يجب ألا يتجاوز 400 ميلغرام؛ أي ما يقارب 4 أكواب أو 10 فناجين من القهوة.
خلاصة
في الختام، تعدّ الحلوى سببًا رئيسيًا في مشاكل صحية عدة نظرًا لما تتضمنه من سكريات ودهون ومواد حافظة. لا نحاول هنا أن نفسد عليك قصة عشقك لحلويات العيد، ولا نحاول منع تعلقك بفنجان القهوة؛ إلا أنه من الضروري الانتباه للكمية التي تستهلكها والتأكد من عدم تعارضها مع وضعك الصحيّ ومقدار احتياجك اليومي من عناصرها؛ ليأتي عليك كلُّ عامٍ وأنت فعلاً بخير.
○ عمِّم/ي الفائدة:
المراجع:
(1) The Human Sweet Tooth, National Library of Medicine
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2147592/
(2) Obesity, Sugar and Heart Health, The Johns Hopkins University website
https://www.hopkinsmedicine.org/health/wellness-and-prevention/obesity-sugar-and-heart-health
(3) Caffeine: How much is too much?, Mayo Foundation for Medical Education and Research
https://www.mayoclinic.org/healthy-lifestyle/nutrition-and-healthy-eating/in-depth/caffeine/art-20045678