يلعب صوتك دورًا حيويًا في حياتك اليومية وتواصلك مع الآخرين؛ سواءً مع زملائك في العمل، أو مع أفراد عائلتك. أكان ذلك وجاهيًا أو عبر الهاتف، نستخدمُ أصواتنا لساعاتٍ طويلة يوميًا.
في الحقيقة، ينشأ صوت الإنسان عن اهتزاز الأحبال الصوتية (Vocal Cords) الموجودة في الحنجرة، قبل أن يمر عبر الهواء الصادر من الرئتين إلى خارج الفم على شكل كلمات أو ترانيم أو آهات.
نعم آهات، فقد تضعُف أحبالك الصوتية وتتعرض للضرر أو الالتهاب أو قد ينال منها مرض خطير. ولمنع ذلك والحفاظ على تدفق صوتك وإبقاءه مسموعًا ومفهومًا، ثمة عدة طرق للاهتمام بصحة الصوت والأجزاء المسؤولة عنه، ومنها المشروبات.

أفضل المشروبات للأحبال الصوتية
تتوفر قائمة مطولّة من المشروبات المحببة للأحبال الصوتية. نقدم لك أهمها:
● الماء الصافي: عند الحديث عن أفضل المشروبات للأحبال الصوتية، يأتي الماء في المقدمة. فمن خلال ترطيبه الجسم فهو يقوم بترطيب الفم والحبال الصوتية وتنشيط القدرة على الكلام، وتزداد أهمية تناوله لمن يستخدمون أصواتهم بكثرة مثل المُدرّسين والمُغنّيين. بالتالي، انتبه للمؤشرات التي يظهرها جسمك عند انخفاض معدل الرطوبة، مثل:
- لون البول الداكن.
- الشعور بالعطش والضعف.
- أوجاع في العضلات.
- الصداع.
بالتالي، احرِص على شرب الماء بوفرة وانتظام لدعم صحتك العامة بما فيها أوتارك الصوتية، وألا يقل عدد أكواب الماء التي تستهلكها يوميًّا 8 أكواب.
● شاي الأعشاب: إذا كنت من محبي المشروبات الساخنة، ولا تفضل تناول كميات كبيرة من الماء العادي، فهذه هي أحسن طريقة لك؛ إذ إنها تعدّ بديلاً رائعًا لشرب الماء العادي. ويتم تحضير شاي الأعشاب من أعشاب مجففة بدلا من أوراق الشاي الطبيعية مما يجعله خالٍ من الكافيين، ويساعد على ترطيب الحلق وتخفيف الالتهاب بشرط أن يكون معتدل السخونة أو دافئًا. وخياراته متنوعة جدًا وتشمل شاي البابونج، وبلسم الليمون، والزنجبيل وغيرها.
● الحليب قليل/ خالي الدسم: يمكن للحليب قليل أو خالي الدسم أن يعمل كعازل ضد حموضة المعدة خاصة بالنسبة للمصابين بارتجاع المريء (GERD). حيث ينشأ عن هذا المرض ارتداد الأحماض من المعدة إلى الحلق مما قد يسبّب تلف الطيات الصوتية.
أسوأ المشروبات للأحبال الصوتية
ليست كل المشروبات سواء في تأثيرها النافع على الأحبال الصوتية، فهناك مشروبات قد تحمل تأثيرًا ضارًا بصوتك:
● المشروبات المكونة من الكافيين: إنَّ المشروبات التي تحتوي على الكافيين كالقهوة والشاي لها آثار مجففة تُجهد الأحبال الصوتية وتخلق بحّة في الصوت؛ إذ يُعتبر الكافيين عاملًا مُجففا نظرًا لتأثيره المُدرّ للبول وإخلاله في توازن سوائل الجسم. إذا كنت من متناولي الكافيين بانتظام، فمن الضروري جدًا موازنة ذلك مع شرب مقدارٍ كافٍ من الماء.
● الكحول: تعمل المشروبات الكحولية أيضًا كمادة مدرّة تسبب الجفاف، وبالتالي ينتج عنها تأثيرات سلبية على الأحبال الصوتية تجعلها أقل مرونة وأكثر عرضة للإرهاق. بالإضافة إلى ذلك، يعمل الإفراط بالكحول على إفقادك السيطرة على نفسك، مؤديًا لسلوكيّات مؤذية مثل رفع الصّوت أعلى من المعتاد.
● المشروبات الغازية: قد تشكّل المشروبات الغازية انتفاخًا وتزيد من خطر الإصابة بارتجاع المريء؛ مما قد يهيّج الأحبال الصوتية ويؤثر على جودة الصوت في حالة الإسراف في تناولها. يضاف إليها المشروبات شديدة الحموضة من قبيل الليمون المركّز.
● المشروبات شديدة البرودة أو السخونة: ينطبق ذلك على كافة أنواع المشروبات، التي إذا تجاوزت نطاق حرارتها الطبيعي فإنها قد تعرّض الحلق والأحبال الصوتية للتهيج.
وسائل أخرى للعناية بالصوت
أظهرت دراسة منشورة أنَّ ما يُقارب 17.9 مليون بالغ في الولايات المتحدة يُبلّغون عن مشكلات في أصواتهم. رقمٌ كبير يُحتّم علينا العناية بأصواتنا بجميع السبل المتاحة:
● اتبع نظامًا غذائيًا سليمًا: إلى جانب المشروبات، هناك أطعمة تساهم بتحسين صحة الصوت والأحبال الصوتية. تعدّ الحبوب الكاملة والخضار والفواكه من الأطعمة النافعة للصوت لِما تحتويه من فيتامينات مثل (A, C, E) والمعروفة بدورها في الحفاظ على صحة الأغشية المخاطية الّتي تبطن الحلق. وعلى النقيض من ذلك، هنالك أطعمة قد تأتي بمفعول عكسي على صحّة الصوت. منها الأطعمة المعالجة وقليلة البروتين، والتي من الممكن أنْ تسبب التهابًا وجفافا في الحلق؛ مما يسهم في إضعاف الصوت.
● مارس الرياضة بانتظام: ترفع الرياضة مقدرتك على التحمُّل وتدعم قوة العضلات. وهذا يُحسن بُنية الجسم، ويعزز عملية التنفس ويعطي نوعًا وأمدًا لصوتك. لكنْ، تذكّر أن الأنشطة البدنية تسرّع من فقدان السّوائل في الجسم؛ لذا زِد من ترطيب جسمك أثناء التمرين بشرب كميات مضاعفة من الماء.
● لا تبلغ المدى الأقصى لصوتك: تجنب الصراخ أو حتى الهمس، فالتحدث بصوت عالٍ جدًا أو منخفض جدًا قد يرهق أحبالك الصوتية. وبهذا الصدد، أشار باحثون إلى أن استخدام الصوت لفترات طويلة يؤدي إلى تبخر الرطوبة، وزيادة الجفاف. لهذا، قد تلاحظ بحة في صوتك بعد تخطيك حدوده الطبيعية.
● ابتعد أو قلل من استعمال الأدوية المسببة للجفاف: مثل غسول الفم المكوَّن من الكحول أو المواد الكيميائية المُهيجة، وبعض أدوية نزلات البرد والحساسية. وإنْ واجهتك مشاكل في الصوت نتيجة لتناول بعضها، فتواصل مع طبيبك لتزويدك بالأنواع الأكثر أمانًا لك.
● الاسترخاء: في نفس الوقت، احرص على أخذ قسط كافٍ من الراحة، فالضغط العصبي والجسدي لهما أثرٌ سلبي على الصوت. كما حاول ألا تفرط في استخدام صوتك عندما يكون مبحوحًا أو متعبًا. وأثناء راحتك، طبِّق تمارين التنفس العميق فهي تقلل من الإجهاد وتعزز من صحة الأحبال الصوتية وأداءها.
● تفادى التدخين والتدخين السلبي: قد يسفر استنشاق دخان التبغ عن حدوث تهيُّج في الأحبال الصوتية. علاوة على ذلك، توضح الدراسات أنّ المدخنين أكثر عرضة للإصابة بسرطان الطيات الصوتية (Vocal folds).
● تحدَّث إلى أخصائي حنجرة: لا تغفل عن ضرورة طلب مساعدة طبية احترافية متى ما شعرت باضطراب في صوتك، أو أحسست بآلام على مستوى الحنجرة أو الأحبال الصوتية.
خاتمة
قد يبوح صوتك بسرّ صحتك العامّة؛ فالصوت القوي والمتزن يشير بوضوح إلى امتلاك صاحبه صحة قوية، ويعكس عنه نمطَ حياةٍ صحيّ. يبدأ هذا النمط من شرب الماء الوفير بموازاة المشروبات الأخرى المفيدة للأحبال الصوتية، دون نسيان الأطعمة المغذية. مع اتباع السلوكيات الإيجابية كممارسة الرياضة والحفاظ على وزنٍ صحي والتي من شأنها جميعًا دعم جودة صوتك.
المراجع:ِ
(1) Alves, M., Krüger, E., Pillay, B., & van Lierde, K. (2019). The effect of hydration on voice quality in adults: A systematic review. Journal of Voice, 33(1), 125.e13–125.e28.
(2) Vasilis L. et al., 2023 Jul, The Effects of Caffeine on Voice: A Systematic Review, Journal of Voice
(3) Valeii K., 2025 Feb 7, How to Get Your Voice Back Quickly, Verywell Health, Retrieved May 13, 2025
(4) Wong C., 2024 May 29, 13 Home Remedies for Acid Reflux Relief, Verywell Health, Retrieved May 13, 2025
(5) 2025 April 22, 10 ways to keep your voice healthy and strong, Cleveland Clinic, Retrieved May 13, 2025