الصحة العالمية: 11 مليون إنسان يفقدون حياتهم جراء الأمراض العصبية وتوصية بإجراءات عاجلة

حذرت منظمة الصحة العالمية WHO، أول من أمس في بيانٍ صحفيّ، من أن أقل من ثلث دول العالم فقط لديها خطة وطنية لمواجهة الانتشار المتنامي للأمراض العصبية، والتي تُعدّ متورطة في وقوع أزيد من 11 حالة وفاة سنويًا.

ووِفقا لأحدث تقارير الحالة العامة الصادر عن المنظمة العالمية والخاص بطب الأعصاب، فإنَّ الاضطرابات العصبية تؤثر اليوم على أكثر من 40% من سكان العالم، بما يفوق 3 مليارات إنسان.

وبحسب دراسة إحصائية للمنظمة، فهذا ترتيب تصاعدي بأكثر 10 أمراض عصبية شيوعًا بين البشر:

  1. السكتة الدماغية
  2. اعتلال الدماغ الوليدي
  3. الصداع النصفي
  4. مرض الزهايمر وأنواع الخرف الأخرى
  5. الاعتلال العصبي السكري
  6. التهاب السحايا
  7. الصرع مجهول السبب
  8. المضاعفات العصبية المرتبطة بالولادة المبكرة
  9. اضطرابات طيف التوحد
  10. سرطانات الجهاز العصبي

تحديات وحلول

وأشارت المنظمة إلى أنَّ مواجهة المرض في الدول الفقيرة، تصطدم بقلة الكوادر والأطباء المتخصصين بطب الأعصاب. واستنادًا إلى بيان المنظمة، فالكثير من الدول منخفضة ومتوسطة الدخل تفتقر إلى الخطط والميزانيات والقوى العاملة المحلية. وبهذا الصدد، دعت منظمة الصحة العالمية إلى السير في تدابير عالمية فورية ومدروسة وممنهجة، وإيلاء الأهمية لملف صحة الدماغ وتنمية مجال الرعاية العصبية.

من جهته، صرَّح المدير العام المساعد لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور جيريمي فارار، بضرورة اتخاذ إجراءات مكثفة لتحسين الرعاية الصحية العصبية لدى الأفراد على مستوى العالم. وأضاف الدكتور فارار: ” يمكن الوقاية من العديد من هذه الأمراض العصبية أو علاجها بكفاءة؛ إلا أن الخدمات الطبية ليست بمتناول معظم الناس، وبالذات في المناطق النائية والمحرومة؛ حيث يواجه الناس في كثير من الأحيان وصمة العار والإقصاء الاجتماعي والصعوبات المالية. ينبغي أن نعمل يدًا بيد لضمان تقديم الأولوية للمرضى وعائلاتهم، وأن تكون صحة الدماغ أولوية، وأنْ يجري الاستثمار فيها بشكلٍ صحيح”.

——- Ad ——-

——- Ad ——-

نتائج التقرير

التقرير الذي شاركت بإعداده 53% فقط من الدول الأعضاء في WHO، ينبِّئ أولا عن ضعف الاهتمام بعلم الأعصاب. كما يشير لمحدودية العمل المطبق بهذا الإطار، إذ إنّ 32% فقط من الدول الأعضاء في المنظمة تتبع سياسة وطنية لعلاج الأمراض العصبية؛ 18% منها كشفت عن تخصيص تمويل لمعالجتها.

كما استعرض التقرير المسببات الكامنة وراء تدني مستوى الرعاية العصبية، وأوجزها بغياب النظم السياساتية المتينة، مما يفكِّك الأنظمة الصحية، ويحرمها من الموارد اللازمة. وبالتالي، التقصير في تلبية متطلبات المرضى وعوائلهم.

مع ذلك، أشار التقرير إلى تعذر الانتفاع من الخدمات الصحية العصبية، فقد بيَّن أن 25% فقط من الدول الأعضاء تُدرج الاضطرابات العصبية ضمن حزم التغطية الصحية الشاملة. وتابع التقرير تسليط الضوء على عيوب الرعاية الصحية في البلدان المستهدفة، حيث تتركز الخدمات الحيوية في المناطق الحضرية، وتغيب عن المناطق الريفية.

ويبيِّن التقرير أيضًا وجود نقصٍ حاد في الكوادر الصحية المؤهلة، ويتجلى هذا النقص في الدول ذات الدخل المنخفض التي تضم عددًا أقل من أطباء الأعصاب لكل 100 ألف نسمة مقارنة بالدول مرتفعة الدخل، وذلك بمعدل يصل إلى 82 ضِعفا. ووِفق المنظمة، فقد يؤدي هذا النقص الملحوظ إلى تأخير أو غياب التشخيص والعلاج المناسب لعديد المرضى.

توصيات المنظمة

واختُتم التقرير بطرح بعض الإرشادات التي تمثل إجراءات؛ توصي المنظمة حكومات الدول بتفعيلها على أرض الواقع لخفض عبء وتبعات الاضطرابات العصبية، وتشتمل على:

  • ​جعل الاضطرابات العصبية أولوية في السياسات من خلال القيادة الجريئة والاستثمار المستدام.
  • توسيع مدى الاستفادة من الرعاية العصبية عبر التغطية الصحية الشاملة وتقوية النظم الصحية.
  • تعزيز صحة الدماغ على مدى الحياة من خلال اتخاذ إجراءات منسقة بين القطاعات تهدف للتوعية بعوامل الخطر وسبل الوقاية الرئيسية.
  • تعزيز نُظم البيانات والرصد لدعم عملية اتخاذ القرارات القائمة على الأدلة وتحقيق المساءلة.

المصدر: WHO

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top