قد تشعر بالنسيان ومشكلات في التذكر وأن عقلك لا يسعفك لاسترجاع المعلومات الضرورية في وقتها؛ كأن تنسى توقيت أحد مواعيدك الهامة، أو أين وضعت محفظتك أو حقيبتكِ، أو أين تركت مفاتيح سيارتك.
وقد تغفل عن الطريق الذي يجب أن تسلكه، وربما تنسى على أي ملفات حاسوبك حفظت تلك الصورة أو ذاك المستند، وقد تكون نسيت أين وضعت هاتفك قبل أن تجده أخيرًا ثم تفتحه وتقع عينك على هذا المقال.
علاج النسيان
أول ما علينا أن نتذكره الآن هو أن كثيرًا من الناس يمرون بنفس هذه الحالة؛ نسيان الأمور بين الحين والآخر، وأنها حالة شائعة تنشأ مع أواسط العمر وتنجم في المقام الأول عن الضغوطات والمؤثرات والتراكمات العديدة التي يعيشها الفرد. يورِد العلم مجموعة من الطرق التي من شأنها الحد من النسيان ومشاكل الذاكرة ذات المنشأ الوظيفي:
1. مارِس الرياضة
الحركة تزيد من سريان الدم عبر الجسم بكامله؛ بما في ذلك الدماغ ومناطقه المسؤولة عن التذكر، مما قد يعمل على إبقاء ذاكرتك نشِطة ويحد من النسيان ومشاكل الذاكرة. يوصي الخبراء بممارسة التمارين الرياضية الهوائية الخفيفة لحوالي 150 دقيقة في الأسبوع؛ كالمشي السريع، أو ممارسة التمارين الهوائية الشديدة بمتوسط 75 دقيقة كل أسبوع؛ مثل السباحة والركض وركوب الدراجة.
2. نم جيدًا
النوم السليم يقترن بشكل وثيق مع جودة عمل وظائف الدماغ بما فيها الذاكرة. حدِّد جدولة زمنية ثابتة تنام فيها كل ليلة، وتستفيق عليها كل صباح، واحرص على أن تترواح مدة نومك من 7-9 ساعات يوميًا مع عدم إغفال أخذ قيلولة لنحو 20 دقيقة كل يوم.
3. اقرأ الكتب والروايات والقصص
ها أنت ذا تطبّق هذه النصيحة بقراءتك لهذا المقال على الأقل، عملٌ جيد. تعدّ القراءة عاملًا هامًا في تحسين الذاكرة وتقليل النسيان؛ خاصةً قراءة الروايات والقصص التي من شأنها تحفيز الخيال لدى عقل القارئ وتنشيط ذاكرته؛ لضرورة ربطه بين الأحداث والشخوص الموجودة في الرواية أو القصة، كما أنّها تخرجه من دوامة الواقع التي كان يعيشها سلفًا.
4. تمضية الوقت مع الآخرين
من ناحية أخرى، يساعد التفاعل الاجتماعي الوجاهي على تجنب التوتر والاكتئاب اللذان قد يؤدّيا إلى النسيان وضعف الذاكرة؛ لذا داوم على خلق الفرص التي تجمعك بأصدقائك وأقاربك وكوّن علاقات جديدة.
5. انسَ التكنولوجيا
يتوجب عليك الابتعاد عن التكنولوجيا وتقليل فترات استعمالها اليومية. من الخطأ بمكان الاعتماد على هاتفك في كل شيء وجعله ينوب عنك في كل مَهمة؛ تخزين الملاحظات، الوصول لحلول، تصوير الأحداث. حاوِل حفظ ولو جزء من ملاحظاتك في ذاكرتك الخاصة. قم بتصوير مشاهد السفر التي تعيشها عبر ذاكرة دماغك واستعِدها كلما أمكن.
ثم جرِّب البحث عن النتائج والحلول بمفردك وبواسطة عقلك دون اللجوء المستمر لمحركات وخانات البحث العديدة. ذلك كله يقوي دماغك ويعطي وعيك تقديرًا لذاكرتك وأهمية استعمالها وصونها.
6. تعلَّم أشياء جديدة
باكتسابك مهارات أو معلومات جديدة فإنَّك تبقي عقلك في حالة تحدٍّ متواصلة مع نفسك، وتجعله يقظًا وفعّالًا باستمرار. يمكنك اختبار السفر لأماكن جديدة، أو تغيير طريقتك المعتادة في القيام ببعض الأنشطة اليومية. سيتفاعل عقلك بشدة مع هذه الطريقة التي تبدو مميزة وجديدة عليه.
7. مارس التمارين الذهنية
اقتطع نصف ساعة من وقت يومك لتمارس بها الألعاب الذهنيّة؛ مثل الكلمات المتقاطعة أو سودوكو. هناك عدة تطبيقات على الإنترنت مختصة بالألعاب والتمارين الذهنية وتتضمن تمارين خاصة بالذاكرة، وقد تساعدك على التغلب على مشكلة النسيان. والتي ننصحك بتنصيبها وتجربتها؛ مثل تطبيق شعلة. وتطبيق Focus، وNeuroNation، وLumosity.
8. اهتم بنظامك الغذائي
لا تغفل دور الغذاء في سلامة دماغك وذاكرتك. التزم بنظام غذائي صحي يحتوي على العناصر الأساسية لصحة الدماغ؛ مثل مجموعة فيتامينات بي وفي مقدمتها بي 12. فضلًا عن فيتامين د، وأحماض أوميغا 3 الدهنية. وهذه العناصر توجد بوفرة في الأطعمة الحيوانية مثل الأسماك والدواجن واللحوم الحمراء. كما يجب الابتعاد قدر الإمكان عن تناول المشروبات الكحولية.
9. قلِّل مصادر التشتت
قم بترتيب غرفتك وتوظيب أغراضك وقلِّص من حجم الفوضى من حولك. حاول أن تُبقي أشيائك الأساسية التي تستعملها باستمرار في مكانها؛ بمعنى أن تضع محفظتك أو نظارتك أو مفاتيحك في مكان محدد كل يوم. لتعطي عقلك فسحة ليتمكن من استقبال ومعالجة وتخزين البيانات ذات الأهمية الأكبر.
متى تحصل على مساعدة بخصوص مشاكل الذاكرة؟
إذا كانت هذه الطرق لا تؤتي نتائجها، وما تزال تعاني من النسيان وصعوبة تذكر الأشياء، وكان النسيان يعيقك عن أداء أنشطتك اليومية الروتينية، أو إذا كنتَ تحس بأن ذاكرتك تزداد سوءا يومًا بعد آخر، فمن الضروري حجز موعد مع طبيبك والحصول على فحوصات دقيقة.
عمِّم/ي الفائدة:
