يتفاعل جسم الإنسان بشكل عميق مع تعاقب فصول السنة، فالبيئة الخارجية ليست وحدها ما تتغير مع حلول فصل جديد؛ بل في الحقيقة تتأثرُ أجسامنا أيضًا بتلك التحولات الفصلية.
في هذا المقال سنتعرف على كيفية تفاعل جسم الإنسان مع كل فصل من الفصول الأربعة، وطريقة تأقلمه مع التغيرات المناخية.
الرَّبيع 🌱 وجسم الإنسان
يطرأ على الجسم مجموعة من التغيرات أثناء فصل الربيع، وهي كالتالي:
● ردود فعل تحسسية: تؤدي أزهار النباتات في الربيع إلى إطلاق حبوب اللقاح، وهي مسبب رئيسي للحساسية خلال العام. يتفاعل الجسم مع حبوب اللقاح عن طريق إظهار عدة عوارض؛ منها العطاس والسُّعال وسيلان الأنف.
● انخفاض الوزن: يأخذ وزن الجسم بالتناقص في الربيع بسبب اعتدال الجو الذي يحفز من الأنشطة الخارجية كالتنزه والركض والمشي؛ مما يساعد على حرق الدهون والسعرات الحرارية. تفيد دراسة بأن النشاط البدني يبلغ ذروة مستوياته في فصل الربيع.
● تأخر وقت النوم: يميل الإنسان للسهر في أيام الربيع بالنظر لطول ساعات النهار ودفئ الجو. بالتالي، قد يؤثر هذا على جودة وعدد ساعات النوم التي يمكن للجسم الحصول عليها.
● تغيرات هرمونية: يعمل الربيع على تنشيط عمل بعض الهرمونات؛ ومنها هرمون الميلاتونين الذي يبدأ مستواه بالارتفاع مع بزوغ الشمس. ومع ذلك، يبلغ هرمون الكورتيزول أقصاه أثناء فصل الربيع.
نصائح للتعامل مع الطقس في الربيع
- إذا كنت تعاني من حساسية الربيع، استخدِم قناع وجه عند خروجك للحدّ من استنشاق حبوب اللقاح والغبار.
- استغل جمال الطقس الربيعي لممارسة النشاطات البدنية في الهواء الطلق.
- استثمِر أيام الربيع عن طريق الاحتكاك بالطبيعة الأم وجني فوائدها الكثيرة.
الصَّيف ☀️ وجسم الإنسان
فيما يلي، طبيعة التقلبات التي تمرّ على الجسم ضمن أشهر الصيف:
● ارتفاع درجة حرارة الجسم: تفشل آليات تنظيم الحرارة في الجسم بالتعامل مع الحرارة القادمة من البيئة المحيطة؛ مما يتسبب في زيادة حرارة جسم الإنسان. تؤدي درجات الحرارة العالية إلى أعراض غير مريحة؛ مثل التقلصات العضلية.
● إفراز العرق: في نفس الوقت، تقوم الغدد العرقية بإنتاج العرق استجابة لارتفاع درجة حرارة الجسم الداخلية. يعمل العرق على تبريد جسمك ووقايته من الحرارة المرتفعة المحيطة به.
● الإنهاك: من ناحية أخرى، تعمل الحرارة العالية على إفقاد الجسم السوائل والطاقة؛ الأمر الذي يُسفر عن إصابة الجسم بالتعب والإرهاق؛ ومن أشكاله الدوخة والتشنجات وتزايد معدل نبضات القلب.
● الجفاف: بالتوازي مع ذلك، فإن مناخ الصيف يُفقد الجسم كميات كبيرة من الماء عبر عملية التعرُّق في سبيل تخفيض حرارته. يقود هذا إلى تجفاف الجسم من الماء؛ مما يشكّل عامل خطرٍ كبير لحدوث العديد من الأمراض.
● تغير بالهرمونات: تزداد معدلات هرمون السعادة (السيروتونين) في الصيف إثر ازدياد ضوء الشمس المنبعث. تساهم أشعة الشمس نفسها بتحفيز إنتاج الميلاتونين في الليل مما يعزز من فاعلية نومك، كما تصل هرمونات الغدة النخامية إلى أعلى مستوياتها أواخرَ الصيف.
نصائح للتأقلم مع أجواء الصيف
- اشرب كميات وافرة من الماء والسوائل الأخرى.
- استخدِم وسائل التبريد المتاحة.
- ارتدِ ملابس خفيفة وفضفاضة، على أن تشمل قبعة تقيك أشعة الشمس المفرطة.
- حاول عدم الخروج في أوقات الذروة، وجرّب إنجاز بعض مهامك باكرًا أو مساءً.
- تجنب التواجد في الأماكن المزدحمة.
الخرِيف 🍂 وجسم الإنسان
ترصُد أجسامنا بعض التغيرات مع قدوم فصل الخريف، وتتلخص بما يلي:
● تقلبات المزاج: يمكن أن تعاني في الخريف من التبدلات المزاجية التي قد تؤثر على سلوكك وتفكيرك. يؤدي تضاؤل ظهور الشمس في الخريف إلى انخفاض نشاط هرمون السعادة (السيروتونين). مع ذلك، قد ترتبط تلك الأعراض الفجائية في جزءٍ منها بالاضطراب العاطفي الموسمي (SAD)، الذي يظهر في نهايات الخريف ويمتد حتى الشتاء ويتلاشى مع حلول فصل الربيع.
● اضطرابات النوم: من الممكن أن ترافقك مشاكل في النوم مع بداية الخريف بسبب تغيير التوقيت والانتقال من التوقيت الصيفي إلى الشتوي؛ مما قد يُخِل بساعة الجسم الداخلية. وبشكل عام، يؤثر إيقاع الساعة الداخلية على أنماط النوم، وإطلاق الهرمونات، والشهية والهضم، ودرجة الحرارة.
نصائح للتعامل مع أوقات الخريف
- واجه تقلبات المزاج الخريفية بممارسة الأنشطة البدنية التي تحسّن من المزاج.
- استغل ما تبقى من الأيام المشمسة واقضِ أطول مدة ممكنة في الخارج.
- لا تتردد في طلب المساعدة الطبية إذا شعرت بالكآبة وانحدار مزاجك.
الشتاء ❄️ وأجسامنا
يتفاعل جسم الإنسان مع فصل الشتاء عبر ما يأتي من متغيرات:
● تدني درجة الحرارة: يشعر الجسم بالبرد في الشتاء نتيجة لتحفيز المستقبلات الحسية الباردة في الجلد، وذلك حين تتفاوت درجة حرارة سطح الجلد ما بين 25-35 درجة مئوية.
● انقباض الأوعية الدموية: تتقلص الأوعية الدموية كردِّ فعلٍ طبيعي يقوم به الجسم لإرسال الدم عميقًا إلى داخلك، بحيث تشعر أعضاؤك بالدفئ وتحفظ الحرارة من النفاد. على الرغم من ذلك، فإن ضيق الأوعية الدموية قد يتسبب بارتفاع ضغط الدم ومشكلات أخرى؛ نظرًا لحاجة القلب لضخ الدم بوتيرة أعلى لإيصاله لمختلف أعضاء الجسم.
● زيادة الوزن: يزداد وزن الجسم في الشتاء مقارنة بباقي الفصول. مردُّ ذلك إلى قُصر ساعات النهار في هذا الفصل، إلى جانب قلة الخطوات المقطوعة وانخفاض النشاط البدني. يضاف لذلك اللجوء المستمر للطعام للشعور بالدفئ، وقد تؤدي التحولات المفاجئة في الطقس الشتوي إلى تعطيل برنامج تمارينك.
● جفاف الجلد: في فصل الشتاء قد يصبح الجلد جافا ومتشققا. يُعزى ذلك إلى قلة الإحساس بالعطش خلال الأيام الباردة وبالتالي قِلة شرب الماء والاغتسال، كما أن الهواء البارد والجاف قد يلعب دورًا في خفض رطوبة ومرونة الجلد.
نصائح للتعامل مع الظروف الشتوية
- احرص على ارتداء ملابس دافئة تقيك برودة الشتاء ومخاطره.
- تناول الطعام باتزان بما يلبّي حاجتك من الطاقة، ولا تأكل شيئًا وأنت غير جائع.
- من جهة أخرى، قم بتأدية التمارين الرياضية بشكل منتظم.
- حافظ على شرب الماء باستمرار حتى لو لم يراودك شعورٌ بالظمأ.
○ عمِّم/ي الفائدة:
المراجع:
(1) Sherri Melrose, Seasonal Affective Disorder: An Overview of Assessment and Treatment Approaches, National Library of Medicine
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4673349/
(2) What Are Circadian Rhythms?, National Institute of General Medical Sciences
https://www.nigms.nih.gov/education/fact-sheets/Pages/circadian-rhythms.aspx
(3) Hyperthermia: Too hot for your health, National Institutes of Health
https://www.nih.gov/news-events/news-releases/hyperthermia-too-hot-your-health
(4) Sabrina Felson, Jeanie Lerche Davis, You Give Me (Spring) Fever, Webmd
https://www.webmd.com/women/features/you-give-me-spring-fever