فوائد الضحك للجسم.. لِمَ عليك الاختلاط بالأشخاص الفكاهيين؟

الضحك يعتلي وجه فتاة

إذا قلنا أن الضحك له فوائد وأثر إيجابي على القلب والأوعية الدموية والدماغ والعيون والأعصاب والحالة المزاجية، فنحن لا نمزح أبدًا. أنت لست على مقربة من الأشخاص الفكاهيين بعد.

عند تعريف الضحك، فإنه يمثل استجابة إنسانية طبيعية لمحفزات معينة تحمل فوائد نفسية وجسدية على المرء؛ لكن ما هي هذه الفوائد النفسية والجسدية؟

فوائد الضحك

للضحك عدة فوائد وتتلخص على النحو التالي:

1. تحسين الحالة المزاجية

لا بد أنك اختبرت شعور السعادة لدى تواجدك مع صديق أو قريب يتسم بالطرافة، أو حتى ممثل شاهدت فيلمًا كوميديًا له على التلفاز وأخذتك ضحكاتك إلى حالة من السعادة والمزاج المرتفع. نعم، إنه الضّحك ما يعطيك ذاك الإحساس الرائع بفضل قدرته على إفراز مادة الإندورفين الكيميائيّة التي تساعدك على الشعور بالسعادة.

2. التقليل من التوتر

الضحك هو وسيلة ناجعة للتغلب على التوتر وآثاره الضارة على الجسم. في الحقيقة يعدّ الضحك علاجًا سلوكيًا معرفيًا لمشاكل الصحة العقلية كالتوتر؛ حيث يعمل على تخفيض مستويات الكورتيزول والأدرينالين وحمض 4,3 ثنائي هيدروفينيل أسيتيك، وهو أحد مثبّطات الدوبامين الرئيسية في الدم؛ الأمر الذي يؤدي إلى عكس الاستجابة للضغط النفسي.

3. دعم الذاكرة

أظهرت دراسات أجريت على كبار السن، أن الضحك يحسن الوظائف الإدراكية بصورة عامة والذاكرة على وجه الخصوص. ترتبط الشيخوخة بزيادة في هرمون التوتر الذي يتسبب إطلاقه المزمن في إتلاف الخلايا العصبية في منطقة الحصين؛ مما يسفر عن ضعف في الذاكرة. بالتالي، فإن الضحكة لها دور في تقليل مشاعر التوتر والحد من إفراز الكورتيزول.

4. محاربة الاكتئاب

يَنتُج الاكتئاب عن انخفاض مستوى النواقل العصبية بالدماغ مثل النورإبينفرين والدوبامين والسيروتونين، ويكون هناك خلل في دائرة التحكم في الدماغ. يأتي الضحك للتغيير من نشاط الدوبامين والسيروتونين، كما يمكن للإندورفين الذي يتم إفرازه مع الضحك، أن يقلل من حالة الكآبة.

5. تحسين عمل القلب والأوعية الدموية

أشارت دراسة أجراها مستشفى كلينيكاس دي بورتو أليغري في البرازيل، إلى أن الضّحكة الخافتة قد تؤدي لتمدد الأنسجة داخل القلب وتنشيط تدفق الأكسجين عبر الجسم، مع زيادة في كمية الأكسجين التي يمكن للقلب ضخها. كما بيّنت الدراسة أن الضحك يساعد في تقليل الالتهاب لدى المصابين بمرض الشريان التاجي.

6. زيادة القدرة على تحمل الألم

من فوائد الضحك أنه يزيد من قدرة الفرد على تحمل الأوجاع بالنسبة لمن يعانون منها نتيجةً لإصابة أو مرض مزمن؛ إذ يستطيع الضَّحك أن يساعدهم في تخفيف الألم.

7. تعزيز صحة العيون

عندما تضحك تبدأ عيناك بإفراز الكثير من الدموع، مما يساعد في الحفاظ على رطوبة العينين وحمايتهما من العدوى مع تقليل التهيُّج. علاوة على ذلك، يمكن للضحك خفض ضغط العين المؤدي لمرض الجلوكوما الذي يُعتبر المسبب الرئيسي للعمى.

كن أنت الشخص الفكاهي

إنْ لم تجد شخصًا أو فيلمًا أو برنامجًا يستخرج منك الضحكة، فيمكنك أن تفعل ذلك بنفسك. نعم، فقد تكون أنت أحد مصادر الضحك التي تجلب لك البهجة والسرور والفوائد الصحية. ركز على تحسين حسّك الفكاهي ومهاراتك في إلقاء الطرائف وشاركها مع الآخرين، فمن الممكن للشخص أن يضحك على نكاته الخاصة بمجرد أن يلقيها على مسامع الآخرين.

وإن لم تجد أحدًا تتبادل معه الدُعابات ويثير ضحكك، فاضحك مع ذاتك. على سبيل المثال؛ استرجع في ذاكرتك تلك الأقوال والمناسبات الطريفة التي عايشتها وحوّلها لمادة كوميدية، وقم بكتابة بعض النكات المُحكمة حول مسألة معينة وأعِد قراءتها وستجد نفسك تضحك. وفي الوقت نفسه، انظر بمنظور كوميدي لبعض الأمور والمواقف من حولك التي تسمح طبيعتها بذلك. ستساعدك هذه الحِيل والتجارب البسيطة على الضحك وجني فوائده المختلفة وتنشيط مزاجك.

دوافع الضحك غير السّارة

قد لا تكون الضحكة علامة على النشوة والبهجة دائمًا، فقد يحدث الضحك بصورة غير طبيعية وبشكل لاإرادي وبدون سبب واضح للفرد. يعزو الطب ذلك إلى وجود حالات مَرضية قد تصيب الإنسان وتؤدي لهذا النوع من الضحك الذي يبدو بلا فوائد.

من هذه الحالات (التأثير البصلي الكاذب)، وهو حالة تتميز بظهور نوبات فجائية من الضحك والبكاء اللإرادي؛ تكون قصيرة وشديدة ويستحيل التحكم بها. تنتشر هذه الحالة بين الأشخاص الذين يعانون من أمراض عصبية؛ مثل الزهايمر والتصلب المتعدّد وباركنسون.

الصرع مرض عصبي آخر يؤدي إلى نوبات غير طبيعية من الضحك المفاجئ تعرف بالنوبات الهستيرية (Gelastic seizures)، وهي شكل نادر من الصرع يمتاز بنشوء حالة من الضحك غير المنضبط وغير الملائم.

بالتوازي مع ذلك، قد يتولد هذا النوع من الضحك نتيجة لعوامل نفسية. يأخذ الضحك هنا صورة نوبات الصرع المفاجئة واللإرادية؛ ولكن ليس بسبب نشاط كهربائي غير طبيعي. إذا شعرت أن ضحكك يخرج عن نطاق السيطرة، لا تتردد في التحدث مع طبيبك.

خاتمة

في النهاية، يجسِّد الضحك جانبًا مهمًا في حياتنا اليومية لِما له من فوائد نفسية وجسدية عديدة. وبينما يشكّل مؤشرًا إيجابيًا في غالب الأحيان، فقد يأخذ الضحك في بعض الحالات منحىً جديًا ويستدعي منك طلب المشورة الطبية. وتذكر دومًا أن تخلق الفرص والظروف التي تهيء لك جوًا من المرح والضّحك والسعادة.

○ عمِّم/ي الفائدة:


المراجع:

(1) Gurinder Singh Bains, Lee S Berk, Noha Daher, Everett Lohman, Ernie Schwab, Jerrold Petrofsky, Pooja Deshpande. The effect of humor on short-term memory in older adults: a new component for whole-person wellness, National Library of Medicine
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/24682001/

(2) Kathryn C. Fitzgerald, ScD, Amber Salter, PhD, Tuula Tyry, PhD, Robert J. Fox, MD, Gary Cutter, PhD, and Ruth Ann Marrie, MD, PhD, Pseudobulbar affect, National Library of Medicine
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC6294530/#:~:text=Pathologic%20laughing%20or%20crying%2C%20or,with%20neurologic%20diseases%20including%20MS.&text=Characterized%20by%20sudden%2C%20brief%2C%20exaggerated,is%20burdensome%20for%20affected%20persons.

(3) Nina L Beckwith, Jaclyn C Khil, Jason Teng, Kore K Liow, Alice Smith, Jesus Luna. Inappropriate Laughter and Behaviours: How, What, and Why? Case of an Adult with Undiagnosed Gelastic Seizure with Hypothalamic Hamartoma, National Library of Medicine
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC6277842/

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top