الصداع النصفي المزمن (Chronic migraine) هو حالة تتزايد فيها نوبات الصداع الحاد الواقعة وسط فترة زمنية معينة؛ مما يجعلها متميزة عن الصّداع النصفي العرَضي (Episodic migraine) الذي يحدث بنمط متقطع.
في هذا المقال، سنبيّن ماهية الصّداع النصفي المُزمن، مسبباته، أعراضه، وطرق علاجه. كما سنوضح الفرق بينه وبين الصداع النصفي العَرَضي.
ما هو الصداع النصفي المزمن؟
هو الصداع الذي يستمر بالحدوث لمدة 15 يومًا على الأقل شهريًا لفترة تزيد عن 3 شهور. ويقضي المريض ثمانية من تلك الأيام وهو يعاني من أعراض الصداع النصفي المعروفة لكن بوتيرة أشد، وتشمل:
- ألم متوسط إلى شديد في جانب واحد من الرأس أو كليهما.
- ترافق ألم الرأس مع شعور قوي بتسارع نبضات القلب.
- إحساس بالغثيان ورغبة بالتقيؤ.
- حساسية ضد الضوء والصوت والرائحة.
وِفق العلماء، يتموضع الصداع النصفي المزمن ضمن الطور الثالث والأخير من أطوار الصّداع النِصفي:
1. لا صداع نصفي (لا توجد نوبات أو أعراض واضحة)
2. الصداع النصفي العرضي (نوبات متباعدة ومفاجئة)
3. الصداع النصفي المزمن
يمكن لمصابي الصُّداع النِصفي العرضي أن يصابوا بالصُّداع النصفي المُزمن، بنسبة تقدَّر بحوالي 3% كلَّ عام.
——- Ad ——-
——- Ad ——-
الفروقات بين الصداع النصفي المزمن والعرضي
مثلما ذكرنا، يمتاز الصُّداع النِصفي المُزمن بالاستمرارية لـ 15 يومًا في الشهر على مدار أكثر من ثلاثة أشهر؛ بينما يمر المصاب بالصداع النصفي العرضي بعدد أيام أقل من الصداع والآثار الجانبية.
من جهة أخرى، يؤثر النوع المزمن على جودة حياة المريض وقدرته على الإنتاجية وممارسة نشاطاته اليومية بدرجة أعلى. كما تزداد مع الصداع النصفي المزمن الحاجة لمراجعة الطبيب وتلقي الرعاية الصحية والأدوية، وضرورة التقيد بالاحتياطات والتدابير الوقائية بشكل يفوق بكثير ما يتطلبه الصُّداع النِصفي العرضي.
بالإضافة لذلك، تترتب على الصداع النصفي المزمن مضاعفات تتجاوز مثيله العرَضي، فقد تسفر النوبات والأعراض العصبية المستمرة عن الإصابة بالقلق والاكتئاب واضطرابات النوم، فضلا عن الربو والسُّمنة.
ما سبب حدوث حالة مزمنة من الصُّداع النصفي؟
في الواقع، لم يعرف الخبراء السبب المؤكد لتطور الصداع النصفي إلى مرحلة مزمنة، وما يتوفر من أدلة حول مسببات الحالة يتعلق بالصداع النصفي في مرحلته الأولى. على سبيل المثال، قد تلعب كل من العوامل الوراثية والبيئية دورًا في إصابتك بالصُّداع النصفي.
مع ذلك، ثمة بعض الأمراض وعوامل الخطر التي يُنظر لها كمشارك في انتقال الحالة إلى صداع نصفي مزمن، مثل:
- الاكتئاب.
- القلق.
- الألم العضلي الليفي.
- انقطاع النفس النومي.
- متلازمة POTS.
- زيادة الوزن.
- الإجهاد والتوتر.
من ناحية أخرى، يعتبر الأشخاص الذين يعانون من نوبات صداع نصفي متكررة بمقدار 10 نوبات أو أزيد قليلا، عرضة للإصابة بالصداع النصفي المُزمن.
علاج الصداع النصفي المزمن
تنقسم علاجات الصُّداع النصفي المزمن إلى علاجات دوائية وغير دوائية:
● العلاجات الدوائية
هناك علاجات دوائية وِقائية غرضُها خفض تكرار النوبات وشدتها ومدتها، والاستغناء عن الأدوية الحادة. تتضمن الأدوية الفموية منها ما يلي:
- حاصرات مستقبلات بيتا مثل (ميتوبرولول، بروبرانولول).
- مضادات الصرع مثل (فالبروات الصوديوم، توبيراميت).
- حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين (كانديسارتان).
- مضادات مستقبلات الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين (CGRP) من قبيل (أتوجيبانت، ريميجيبانت).
كما تتوفر أدوية وقائية يتم إعطاؤها لمريض الصداع النصفي المزمن بصورة حُقن مثل: بوتوكس، إرينوماب، إبتينيزوماب، فريمانيزوماب، جالكانيزوماب.
من العلاجات الدوائية الأخرى لهذه الحالة هي العلاجات الحادّة (Acute treatments)، وهي أدوية يجري أخذها في بداية النوبة أو في طورها، أو عند اشتداد الألم المزمن. ومن أنواعها: الإيبوبروفين والأسيتامينوفين والسوماتريبتان.
يجب توخي الحذر لدى استعمال أي من هذه الأدوية، والتأكد من استشارة مختص قبل تناولها واعتمادها.
● العلاجات غير الدوائية
بالتوازي مع ذلك، توجد علاجات طبيعية تساعدك على التحكم بنوبات الصداع النصفي المزمن والحد من تكرارها:
- العلاج السلوكي المعرفي وما يشمله من تقنيات التنفس والاسترخاء، والحفاظ على نوم منتظم.
- التغذية السليمة بتناول الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم والريبوفلافين وفيتامين B2، أو تعاطي مكملاتها الغذائية.
- أجهزة التحفيز العصبي، وهي أجهزة محمولة صغيرة الحجم مصممة لعلاج الصداع النصفي عن طريق تحفيز الأعصاب عبر الجلد.
ملخص
في النهاية، يعدّ الصداع النصفي المزمن حالة متطورة وقابلة للعلاج من خلال توليفة متنوعة من العلاجات الوقائية والحادة. دون أن ننسى العلاجات الطبيعية والسلوكية وأهمية توظيفها في السيطرة على النوبات المتكررة والأعراض المرافقة.
اقرأ/ي أيضًا: مراحل الصداع النصفي وأشكاله
○ عمِّم/ي الفائدة:
المراجع:
(1) Weatherall M. W. (2015). The diagnosis and treatment of chronic migraine. Therapeutic advances in chronic disease, 6(3), 115–123.
(2) What Is Chronic Migraine? (June 29, 2021), american migraine foundation, Retrieved on 21 June, 2025
(3) Chronic migraine, The Migraine Trust, Retrieved on 21 June, 2025
(4) Chronic Migraine, Cleveland Clinic, Retrieved on 21 June, 2025
——- Ad ——-
