يسفر مرض الزهايمر عن موت الخلايا الدماغية، مما يقلل من كفاءة عمل الدماغ مع مرور الزمن، وذلك يؤدي إلى تغيير في سلوك الإنسان المريض بالزهايمر.
يعرض هذا المقال إرشادات طبية قد تساعد المرافقين على فهم التغيرات في شخصية وسلوك الفرد المصاب بداء الزهايمر، وكيفية التعامل معه.
——- Ad ——-
——- Ad ——-
التغيرات الشائعة في شخصية وسلوك مريض الزهايمر
تشمل التغييرات الشائعة في الشخصية والسلوك التي قد تلاحظها على الفرد بعد إصابته بالزهايمر:
- الانزعاج والقلق والغضب بسهولة أكبر.
- السلوك الاكتئابي أو عدم الاكتراث بالأشياء.
- إخفاء الأشياء أو الاعتقاد بأن الآخرين يخفون الأشياء.
- تخيُّل أشياء غير موجودة.
- التجول بعيدًا عن المنزل.
- الحركة المستمرة.
- إظهار سلوك جنسي غير اعتيادي.
- ضرب الآخرين.
- فهم خاطئ لما يراه أو يسمعه.
- التوقف عن الاستحمام والاهتمام بالمظهر الشخصي.
- الرغبة في ارتداء نفس الملابس كل يوم.

أسباب أخرى قد تؤثر على السلوك
بالإضافة إلى التغيرات في الدماغ، هناك عوامل أخرى قد تؤثر على سلوك الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر:
● مشاعر كالحُزن أو الخوف أو التوتر.
● مشاكل صحية، بما في ذلك المرض أو الألم أو الأدوية الجديدة أو قلة النوم.
● مشاكل جسدية أخرى مثل الالتهابات، أو الإمساك، أو الجوع أو العطش، أو مشكلات في الرؤية أو السمع.
قد تؤثر عوامل ثانية في المحيط على سلوك الشخص المصاب بالزهايمر:
● الكثير من الضجيج المنبعث من التلفاز أو الراديو أو العديد من الأشخاص الذين يتحدثون بالتزامن، ذلك يمكن أن يسبب له الارتباك والبلبلة.
● الانتقال من نوع محدد من الأرضيات إلى نوع آخر، أو الشكل الذي تبدو عليه الأرضية قد يجعل الشخص يعتقد أنه بحاجة إلى النزول خطوة للأسفل.
● وقوف مريض الزهايمر صوب المرايا قد يجعله يخال أن الصورة المعكوسة على المرآة هي شخص آخر موجود في الغرفة.
——- Ad ——-
——- Ad ——-
مهارات التواصل مع مريض الزهايمر
التواصل يكون صعبًا على الأشخاص المصابين بداء الزهايمر؛ لأنهم يلقون صعوبة في تذكر المعلومات، فقد يواجهون صعوبة في العثور على الكلمات المناسبة أو ينسون ما يرغبون بقوله. ومن جانبك كمرافِق، قد تشعر بالانزعاج وتتمنى لو أنهم يقولوا ما يريدون وحسب، لكنهم لا يستطيعون ذلك.
قد يعاني مريض الزهايمر من مشكلات في:
- إيجاد الصياغة السليمة أو فقدان تسلسل أفكاره عند التكلم.
- فهم ما تعنيه الكلمات المحكية.
- التركيز أثناء المحادثات الطويلة.
- تذكُّر خطوات الأنشطة اليومية المعتادة، من قبيل إعداد وجبة، أو دفع الفواتير، أو ارتداء الملابس.
- الحساسية الزائدة للمس ولنبرة الأصوات وشدّتها.
- الاستياء إذا لم ينجح التواصل.
كما أن الزهايمر قد يجعل المصاب به يشعر بالالتباس في استعمال اللغة. على سبيل المثال؛ قد ينسى الشخص اللغة الإنجليزية أو لا يفهمها إذا تم تعلمها كلغة ثانية. وبدلاً من ذلك، قد يتمكن فقط من فهم واستخدام اللغة الأم التي اكتسبها، مثل العربية.
نصائح لتواصل أسهل مع مريض الزهايمر
ليس بإمكان مقدمي الرعاية الصحية وقف التغيرات المتعلقة بالزهايمر من ناحية الشخصية والسلوك؛ ولكن يمكنهم تعلم وتعليم كيفية التعامل معها. وقبل كل شيء، علينا أن نعي أن المرض يتسبب في تغيرات في مهارات الاتصال؛ ثم السعي لتجربة مجموعة النصائح التي قد تجعل عملية التواصل مع المريض أسهل، وهي كالآتي:
- قم بالتواصل بالعين ونادِ الشخص بالاسم.
- كن منتبهًا لنبرتك ومدى علو صوتك وكيفية نظرك إلى الفرد، ولغة جسدك.
- شجّع المحادثات المتبادلة لأطول فترة ممكنة.
- اتّبع أساليب أخرى بجانب التحدث، مثل اللمس اللطيف.
- الجئ لصرف انتباه الشخص إذا أدى التواصل إلى مشكلة.
أبقِ الأمور بسيطة، ونصائح أخرى
● حافظ على الأمور بسيطة. اسأل أو قل شيئًا واحدًا فقط في كل مرة.
● قم بإعداد روتين يومي، حتى يعرف الشخص متى ستحصل أشياء معينة.
● طمئِن المريض بأنه آمن وأنك متواجد للمساعدة.
● ركز على مشاعره بدلاً من كلماته. مثلا، قل: “تبدو قلقًا”.
● لا تجادله أو تحاول تقديم التفسيرات إليه.
● حاول ألا تظهِر لمريض الزهايمر إحباطك أو غضبك. إذا شعرت بالانزعاج، خذ نفسًا عميقًا وعُدّ إلى 10، وإذا كان من الآمن مغادرتك للغرفة لبضع دقائق، فافعل.
● استخدم معه الفكاهة عندما تستطيع.
● وفر مكانًا آمنًا للمشي إذا كان من ترعاه يتجول كثيرًا. قدِّم له حذاءًا مريحًا ومتينًا، وأعطه وجبة خفيفة ليأكلها خلال التجوال حتى لا يفقد الكثير من الوزن، وتأكّد من حصوله على ما يكفي من الشراب.
● جرِّب تشغيل الموسيقى أو القيام بالغناء أو الرقص لتشتيت انتباهه.
● اطلب مساعدته. فمثلا، قل: “دعنا ننظف الطاولة” أو “أحتاج إلى يد العون في ترتيب الملابس”.
——- Ad ——-
——- Ad ——-
لتحفيز مريض الزهايمر على التواصل معك، قم بالآتي:
- أظهِر أسلوبًا دافئًا و ودودًا وعمليًا.
- أمسك يد الشخص أثناء التحدث معه.
- كن منفتحًا على مخاوف الشخص، حتى لو كان من الصعب فهمه.
- أتِح له اتخاذ بعض القرارات والبقاء مشاركًا.
- تحلَّ بالصبر عند لحظات الشعور بالغضب.
للتحدث بفاعلية مع شخص مريض بالزهايمر:
- قدّم تعليمات بسيطة وبشكل متدرج.
- كرر التعليمات وامنح وقتًا أكثر للرد، وحاول ألّا تقاطع.
- لا تتحدث عن الشخص بكلام كما لو أنه غير موجود في المكان.
- لا تتكلم مع الشخص باستخدام “حديث الأطفال” أو بنبرة الطفل.
كن مباشرًا ومحددًا وإيجابيًا
إليك بعض الأمثلة على ما يمكنك قوله:
- “دعنا نجرب حل المسألة بهذه الطريقة” بدلاً من الإشارة إلى الأخطاء.
- “من فضلك افعل ذلك” بدلاً من “لا تفعل ذلك”.
- “شكرًا على المساعدة”، حتى لو لم تكن النتائج مُرضية أو إيجابية.
يمكنك أيضًا:
● اطرح أسئلة تتطلب الإجابة بنعم أو لا. على سبيل المثال؛ يمكنك أن تقول: “هل أنت متعب؟” بدلاً من “كيف تشعر؟”.
● قلّل من عدد الاختيارات. فمثلاً؛ بمقدورك أن تقول: “هل ترغب في تناول أرز أم سمك على الغداء؟” عوضًا عن “ماذا تريد على الغداء؟”.
● استعمل كلمات مختلفة إذا لم يفهمها في المرة الأولى. على سبيل المثال، إذا سألت الشخص عما إذا كان جائعًا ولم تحصل على ردّ، يمكنك أن تقول: “الغداء جاهز الآن… هيا نتناول الطعام”.
● تجنَّب أن تقول: “ألا تتذكر؟” أو “لقد أخبرتك”.
نصائح لأسلوب حياة صحي ونشط مع مصابي الزهايمر
الحديث عن أسلوب حياة صحي لمريض الزهايمر ليس ترفا، دون نسيان أن الزهايمر مرض تقدمي ولا أمل الآن في شفائه. لكن، حاوِل أن تخلق أنت شيئًا من الأمل وتصمم أسلوب حياةٍ صحيّ لمريضك، بحيث يساعده على تحسين جودة حياته. وبحسب المعهد الأمريكي للشيخوخة، هذه بعض الإرشادات التي يمكن تطبيقها بهذا الخصوص:
1. أشرِك الشخص في مهام معينة ترى أن بمقدوره استلامها. قد تتمثل تلك المهام بأعمال مطبخية محددة أو أعمال التنظيف أو البستنة، وأبقِه تحت المراقبة الدائمة خشية وقوعه بأذى أو تجوله بعيدًا.
2. وفر للشخص جوًا مواتيًا لممارسة تمارين رياضية تتماشى مع إمكاناته البدنية. وحفزه على الممارسة بتشغيل الموسيقى أو أداء التمارين أمامه.
3. أخرجا معًا في نزهة كلّ يوم أو كل بضعة أيام. سيعود التنزه بالنفع عليه وعليك أيضًا.
4. قدّم له أطعمة صحية ووافرة بالمغذيات الضرورية، ولا تنسَ تناول حصتك من الطعام الصحي لدعم جسمك وإعادة شحن طاقتك.
5. واظب على زيارة طبيب مختص لمتابعة تقدّم الحالة ومراجعة الأدوية وتعديل الجرعات، أو وصف أدوية أخرى للسيطرة على الأعراض السلوكية والمعرفية.

مساعدة الشخص الذي يدرك فقدان الذاكرة
يتم تشخيص داء الزهايمر في مراحل مبكرة؛ أي أن الكثيرين يدركون أمرَ حملهم للمرض وآلية تأثيره على ذاكرتهم. تاليًا بعض النصائح لكيفية مساعدة شخص يعرف بمعاناته من مشاكل في الذاكرة:
● كن منفتحًا على الاستماع. قد يرغب الشخص في التحدث عن التجارب والتغيرات التي يعيشها.
● كُن ليّنًا قدر الإمكان. لا تقم فقط بتصويب المريض في كل مرة ينسى فيها شيئًا أو يقول أمرًا غريبًا. حاول أن تفهم أن التواصل أمر صعب على شخص في حالته.
● ابقَ صبورًا حينما يواجه شخص مصاب بمرض الزهايمر صعوبة في العثور على الكلمات المناسبة أو التعبير عن أحاسيسه وأفكاره.
● ساعِد الشخص في العثور على كلمات للتعبير عن أفكاره ومشاعره. لكن احرص على عدم وضع الكلمات في فم الشخص أو “ملئ الفراغات” بعجالة.
● كن على معرفة بالتواصل غير اللفظي. حين يفقد مريض الزهايمر القدرة على التحدث بوضوح، فقد يعتمد على وسائل أخرى لإيصال ما يجول بخاطره. فمثلا؛ قد تعكس تعابير وجهه ما إذا كان حزينًا أو غاضبًا أو محبطًا. ومن جهة أخرى، قد يشير إمساكه بملابسه الداخلية إلى حاجته إلى استعمال الحمام، وهكذا.
——- Ad ——-
——- Ad ——-
أعطِ نفسك حقها من الاهتمام
مع السلوك المضطرب والمتواصل لمريض الزهايمر، يعاني أفراد العائلة والمرافقون من التعب والإجهاد والضغط النفسي الشديد. وهو ما يتطلب التوقف للحظة، وأخذ وقت مستقطع يستعيد به المُرافق عافيته وطاقته. وهنا، ننصحك كلما سنحت لك الفرصة أن تقوم بالترويح عن نفسك بالخروج في نزهة، أو مزاولة هواياتك المعتادة، أو الاجتماع بالأصدقاء، أو الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية.
والأهم من ذلك، أن تحيط نفسك بالدعم النفسي اللازم في هذه المرحلة العصيبة، وهو ما تشجع عليه جمعية الزهايمر تفاديًا للانهيار النفسي لدى المرافق. على سبيل المثال، بوسعك الانضمام لإحدى مجموعات الدعم المخصصة لعائلات مرضى الخرف على الإنترنت أو في الواقع. تفتح لك هذه المجموعات رؤىً جديدة حول سبل التعامل مع مريض الزهايمر. كما تُشعرك بالتآلف والمؤازرة وتمنحك إحساسًا بأنك لست وحيدًا في هذه الأزمة.
متى يجب طلب مساعدة طبية عاجلة؟
قد تحتاج لمساعدة طبّية احترافية في حالة حدوث تغيرات مفاجئة وحادة في سلوك مريض الزهايمر؛ كالعدوانية الشديدة والاهتياج والصراخ الدائم. قد تدل هذه العلامات على وجود مشاكل صحية طارئة كالتهاب المسالك البولية، أو جلطة دماغية صغرى، أو آلام شديدة لا يستطيع المريض التعبير عنها، أو غيرها من الأعراض الجسدية التي قد تتزامن مع التغيرات السلوكية.
○ عمِّم/ي الفائدة:
– اقرأ/ي أيضًا:
المراجع
(1) Managing Personality and Behavior Changes in Alzheimer’s, National Institutes of Health, Retrieved on July 11, 2025
(2) Alzheimer’s Caregiving: Changes in Communication Skills, National Institutes of Health, Retrieved on July 11, 2025
(3) Tips for Caregivers and Families of People With Dementia, National Institute on Aging, Retrieved on July 11, 2025
(4) Treatments for Behavior, Alzheimer’s Association, Retrieved on July 11, 2025