ختان الذكور هي ممارسة قديمة ذات جذور دينية وثقافية، يتم فيها قصّ قلفة القضيب وإزالتها جراحيًا. ويخضع لها اليوم الكثير من الأطفال حول العالم وحتى بعض البالغين.
ما هو ختان الذكور؟
ختان الذكور أو ما يعرف بالطهور، هو إجراء جراحي تتم فيه إزالة قلفة القضيب كليًا أو جزئيًا، والقلفة هي الجلد الذي يغطي مقدمة القضيب عند الولادة. غالبًا ما يتم تطبيق هذا الإجراء على الأطفال حديثي الولادة خلال أسبوع أو أزيد قليلا من ولادتهم، وقد يطبَّق أيضًا على الأطفال الأكبر سنًا، كما قد يجريه بعض الذكور البالغين لأسباب مرضية ولكن بنسبة أقل.

يحمل ختان الذكور مبررات طبية تجيز فعله، فله فوائد صحية تشتمل على الوقاية من التهاب المسالك البولية، والإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة (HIV)، بالإضافة لكونه يحِدّ من انتقال بعض من الأمراض المنقولة جنسيًا مثل القرحة اللينة، وعدوى فيروس الورم الحليمي البشري (HPV).
عند الرجال، تتم هذه الممارسة في حال معاناة الرجل من حالات صحية مثل: تضيق القلفة، التهاب الحشفة المتكرر، سرطان القضيب، وغيرها.
——- Ad ——-
——- Ad ——-
أضرار ومضاعفات ختان الذكور
برغم شيوع هذه الممارسة، وتوفر سند طبي لها؛ إلا أنها قد تتضمن بعض المضاعفات الواجب الالتفات لها:
1. النزيف
وهو أكثر المضاعفات شيوعًا بين الذكور المختونين، ويجري على امتداد حواف الجلد بين الغرز أو من وعاء دموي محدد، وغالبًا ما يكون عند اللجام. ويندرج النزيف ضمن المضاعفات إذا تجاوزت قطرات الدم المنهمرة 4 قطرات. ولضبط النزف، يتم الضغط بخفة على موضع الجرح باستخدام ضمادة شاش واحدة صغيرة الحجم.
2. التقاط العدوى
العدوى من المضاعفات نادرة الحدوث لختان الذكور في ظروف التطبيق التي يغلب عليها التعقيم وتدابير السلامة. وفي حال حدوثها، فقد تظهر أعراض جانبية من قبيل الألم، احمرار موضعي، تسارع ضربات القلب، وزيادة كريات الدم البيضاء، بالإضافة إلى تورم الأنسجة المحيطة بالجرح.
وبمجرد حصول العدوى، ينبغي تشخيصها وعلاجها في الحال؛ خاصة وأن مناعة حديثي الولادة ضعيفة نسبيًا؛ مما يجعل إصابتهم بالعدوى أمرًا خطيرًا. ويستوجب الأمر قبل كل شيء الوقاية وتعقيم الأدوات والمنطقة المستهدفة ثم البدء بالختان.
3. جسور الجلد
جسور الجلد هي التصاقات غير طبيعية بين جلد القلفة والحشفة، وتتكون هذه الجسور من نسيج ليفي يصِل بين القلفة والحشفة وناتج عن التئام غير طبيعي للجرح. وهي من المضاعفات التي تظهر بعد عملية ختان غير مكتملة. وينجُم عنها ألم وانحناء ضئيل عند الانتصاب إنْ لم تعالَج بالفعل. ويكون علاجها بإجراءٍ جراحي يسير يتضمن فصل الجسر الجلدي.
4. التهاب وتضيق فتحة البول
يعدّ التهاب وتضيق فتحة البول من مضاعفات ختان الذكور. يبدأ الأمر كتهيج والتهاب (Meatitis) في فتحة مجرى البول، وهي مشكلة عادة ما تزول من تلقاء نفسها، أو يمكن تسريع زوالها بواسطة مرهم مضاد حيوي والإبقاء على المنطقة جافة. أما في حال مقاومتها للعلاج واستمرارها لأمد طويل، قد يسبب ذلك تندبًا وتضيقا في الفتحة (Meatal Stenosis)، وهي مشكلة أكثر خطورة لا تُحل إلا بالتدخل الجراحي.
5. ناسور إحليلي جلدي
الإحليل هو أنبوب رفيع يربط بين المثانة وخارج الجسم لتصريف البول، وقد يصاب هذا الأنبوب عند الذكور المختونين بالضرر إثر تعرض الإحليل للجرح. ويرجَّح أن الإصابة ناشئة عن استخدام المشبك بشكل غير صحيح، أو الخياطة القاسية للسطح الباطني للحشفة. ويعتبر من المضاعفات النادرة، الذي إذا حصل فإنه بحاجة لترميم جراحي.
6. انفتاق الجرح
قد تتفكك الغرز الطبية وينفتق الجرح بعد عمليات ختان الذكور. ونتيجة لذلك، قد تحدث إصابات سلخ في جسم القضيب، والتي تنشأ عن سحب كمية زائدة وغير دقيقة من الجلد إلى داخل المشبك ثم استئصالها. ويتلخص علاج الحالة بترك الجرح ليلتئم ذاتيًا وبصورة طبيعية ثم الحرص على النظافة الموضعية، ومع الزمن يقوم الجسم ببناء جلد جديد حيثما الجزء المصاب.
7. القضيب المدفون
أو القضيب المخفي، وهي حالة غالبًا ما تكون خِلقية لوجود وسادة دهنية كبيرة فوق العانة أو لضعف الأربطة التي تثبِّت جلد القضيب في مكانه، وقد تكون من مضاعفات العمليات الجراحية كالختان إذا تمت إزالة مقدار كبير من الجلد؛ مما يقلل من بروز القضيب. وتتراوح علاجات الحالة بين الإجراءات البسيطة كالضغط اليدوي المنتظم على الدهون فوق العانة لدى الرضع، وصولا إلى العلاج بالجراحة التصحيحية.
لدى البالغين، تتمثل المضاعفات الشائعة بالتورُّم الأولي، النزيف، العودى، والألم. وبدرجة أقل شيوعًا، قد تنحدر حساسية رأس القضيب وينخفض منسوب اللذة الجنسية.
هل يؤثر الختان على الوظيفة الجنسية؟
بحسب إحدى الدراسات، التي جرى خلالها تحليل كل من شدة الانتصاب، ودرجة الألم أثناء الجماع، وأوقات القذف بين الإيلاج وقذف السائل المنوي بالنسبة لمجموعة رجال مختونين، وذلك بالمقارنة مع مجموعة أخرى من الرجال غير المختونين. خلُصت نتائج هذه الدراسة إلى عدم تواجد فروق كبيرة بين الوظيفة الجنسية لدى المجموعتين.
وعليه، فلم يرِد في معظم الأبحاث المُعدَّة إزاء ذلك، ما يشير لأن ختان الذكور يؤثر سلبًا على الوظيفة الجنسية للعضو الذكري، أو يُحدِث فرقا بالغا في مستوى حساسية القضيب أو المتعة المحققة. ورغم ذلك، تحظى مسألة تأثير الخِتان على الأداء الجنسي بجدل ونقاش علمي.
——- Ad ——-
——- Ad ——-
هل هناك موانع لختان الذكور؟
أجل، توجد حالات وظروف تستلزم تأجيل أو عدم إخضاع الرضَّع للخِتان، وتشمل هذه الحالات:
- أن يكون الرضيع في حالة صحية غير مستقرة.
- وجود تشوهات خلقية في الأعضاء التناسلية مثل الإحليل التحتي (hypospadias) أو صِغر حجم القضيب.
- في حالة انحشار القضيب أو اختفاؤه.
- وجود مشاكل نزيف لدى المريض.
- مرور الرضيع باضطرابات أيضية مثل نقص سكر الدم.
وعلى هذا الأساس، ينبغي فحص الحالة العامة للرضيع قبل الشروع بعملية الختان.
توصيات طبية
في الختام، وبالنظر لما قد يترتب على ختان الذكور من مخاطر ومضاعفات وشيكة، يتوجب التقيد ببعض التوصيات الطبية لتفادي أيٍّ من المضاعفات المذكورة أو الحدّ من وطأتها. أهم التوصيات هو الالتزام بالتوقيت المناسب للختان خلال الأسبوع الأول من عمر الإنسان؛ إذ تقل حدة الألم المرافق للعملية في هذا النطاق الزمني، وعدم إجراء الختان في الـ 12 ساعة الأولى من الولادة. مع التأكيد على ضرورة الاهتمام بتدابير الشفاء المعتمدة كالنظافة والحفاظ على جفاف المنطقة.
كما يجب إحاطة الآباء بمعلومات موضوعية عن جدوى عملية الختان لتمكينهم من اتخاذ القرار بشكل مستنير.
المراجع
(1) Krill, A. J., Palmer, L. S., & Palmer, J. S. (2011). Complications of circumcision. TheScientificWorldJournal, 11, 2458–2468.
(2) Warees WM, Anand S, Leslie SW, et al. Circumcision. [Updated 2024 May 2]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2025 Jan-.
(3) Complications of Circumcision, Stanford University, Retrieved on August 8, 2025
(4) Tian, Y., Liu, W., Wang, J. Z., Wazir, R., Yue, X., & Wang, K. J. (2013). Effects of circumcision on male sexual functions: a systematic review and meta-analysis. Asian journal of andrology, 15(5), 662–666.
(5) Circumcision in men, NHS, Retrieved on August 8, 2025